منتخبنا يعاني من تعدد المدارس التدريبية

6 مدربين للأبيض في 6 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنتظر جماهير الأبيض التعاقد مع سابع مدرب خلال 6 سنوات، حيث يشهد منتخب الإمارات لكرة القدم «الأبيض» حالة من عدم الاستقرار التدريبي في السنوات الأخيرة، وتعدد المدارس التدريبية، ومنذ انتهاء مهمة المدرب الوطني مهدي علي إثر استقالته في 28 مارس 2017، بعد إخفاق الأبيض في التأهل لمونديال روسيا، ومنذ ذلك الحين تعاقب على تدريب الأبيض 6 مدربين والسابع في الطريق، ما أفقد المنتخب هويته وهبط مستواه وساءت نتائجه، مما أصاب الجماهير بالإحباط لينعكس ذلك على متابعتهم للكرة عامة والمنتخب على وجه الخصوص، نتيجة عدم الاستقرار وغياب الرؤية الاستراتيجية التي يعتمد عليها في التخطيط الطويل للارتقاء بمنظومة العمل.

وخلال السنوات الست الأخيرة شهد المنتخب عدم استقرار فني وإداري لتعدد المدربين إضافة لتعدد لجان المنتخبات، ويكفي القول إن الموسم الأخير شهد 3 إدارات للجنة المنتخبات «لجنة يوسف حسين، ولجنة حميد الطاير، ولجنة مؤلفة من العاملين في الإدارة الفنية»، وهذا من شأنه أن يؤثر على سير العمل وجودته.

7 أشهر لباوزا

وكانت البداية بتولي الأرجنتيني أدغار باوزا المهمة بعد استقالة المدرب الوطني مهدي علي، ولكن مهمة باوزا لم تستمر سوى 7 أشهر فقط وتحديداً من فبراير 2018 إلى سبتمبر من العام ذاته، حيث انتقل للعمل في السعودية وفق اتفاق تم بين الاتحادين، وتبعه الإيطالي ألبرتو زاكيروني الذي تولى العمل في مارس 2018 حتى فبراير 2019 وتم الاستغناء عن جهوده بعد إخفاق الأبيض في الوصول إلى نهائي بطولة كأس آسيا التي استضافتها الإمارات ليستمر عمل المدرب 15 شهراً وهي أطول فترة قضاها مدرب خلال السنوات الأخيرة، وجاء الاستغناء عن المدرب إثر خروج الأبيض من نهائيات آسيا التي استضافتها الإمارات.

وتبعه الهولندي بيرث فان مارفيك الذي استمر مع المنتخب 10 أشهر وتم الاستغناء عند تولي اللجنة المكلفة بإدارة اتحاد الكرة حين ذاك برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي المسؤولية، بسبب تواضع نتائج المنتخب في المرحلة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2022، ونهائيات آسيا 2023، على الرغم من قيام المدرب بتجديد صفوف الفريق بعناصر شابة، وعاد اتحاد الكرة التعاقد معه مرة أخرى خلال المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم، ولكن سرعان ما تم الاستغناء عنه مرة ثانية.

استغناء بلا عمل

وشهد اتحاد الكرة واقعتين تحدثان لأول مرة في تاريخ اتحاد الكرة، حيث تعاقدت اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة مع الصربي ايفان يوفانوفيتش وبعد 5 أشهر من توليه المسؤولية قام مجلس الإدارة بإقالة المدرب دون أن يقود الفريق في أية مباراة سواء ودية أو رسمية ووسط علامات استفهام عديدة بشأن قرار إقالته، وجاء بعده المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو الذي تم التعاقد معه في يوليو 2020، وتم إنهاء التعاقد معه بنفس طريقة الاستغناء عن المدرب يوفانوفيتش.

حقبة أروابارينا

ورغم أن الشارع الرياضي كان يعول كثيراً في أن يحدث رودولفو أروابارينا نقلة حقيقية ، إلا أن نتائج المنتخب جاءت مخيبة للآمال، آخرها وداع كأس الخليج 25 في العراق من الدور الأول.

وخاض الأبيض مع أروابارينا 14 مباراة، منها ست رسمية وثماني وديات، فاز خلالها في مباراة واحدة فقط رسمية أمام كوريا الجنوبية، وخسر في أربع مباريات رسمية أمام العراق بهدف نظيف في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وأمام أستراليا بهدفين مقابل هدف في الملحق المؤهل لمونديال 2022، وأمام البحرين والكويت في «خليجي 25»، التي أقيمت ديسمبر الماضي في مدينة البصرة العراقية، وتعادل في مباراة في البطولة ذاتها أمام قطر، ولم يحقق أي فوز ، وودع من الدور الأول بعدما تذيل ترتيب المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة فقط حصدها من تعادله أمام «العنابي».

معايير

أشار المحاضر في الاتحادين الدولي والآسيوي عبدالله حسن إلى أن من السلبيات في اختيار المدرب عدم وجود أسس معينة للاختيار، وكذلك عدم دراسة أسلوب المدرب في العمل قبل التعاقد معه، لأن الأسلوب قد لا يتماشى مع أسلوب وقدرات وإمكانات لاعبينا كما حدث مع زاكيروني، بجانب تعدد تغير الإدارات ولجان المنتخبات ولكل منها قناعات وتوجهات ورؤى مختلفة عن الأخرى، كما حدث مع مارفيك ويوفانوفيتش، لذلك لا بد أن تكون هناك لجنة فنية من خبراء اللعبة تتولى عملية الاختيار بشكل دقيق، ويكون لها صلاحية الاختيار، لأن أغلب الاختيارات لا تتوافق مع توصيات مثل هذه اللجان حيث يتم التعاقد وفق المتاح من المدربين ووفق سقف الرواتب الذي يضعه مجلس الإدارة، وقال عبدالله حسن: للأسف نحن لا نصبر على المدربين، ولا توجد لدينا أهداف محددة، ولابد من السعي لتوفير المناخ المناسب لعمل المدربين حتى يتم تحقيق النجاح المنشود. يلاحظ تعاقد اتحاد الكرة مع مدربين كبار السن خلال الفترة الأخيرة فالمدرب باوزا كان عمره 62عاماً، وزاكيروني 67، ومارفيك 68، ويوفانوفيتش 58، وبينتو 67، مما أوجد فجوة في التعامل بينهم واللاعبين.

تجارب عالمية

إذا ألقينا نظرة على بعض المنتخبات العالمية نجد أن تاباريز تولى مهمة تدريب منتخب أوروغواي منذ عام 2006 ولم يتم الاستغناء عنه إلا العام الماضي في إطار الإجراءات التقشفية من اتحاد أوروغواي لمواجهة آثار تفشي فيروس كورونا، وتولي المدرب يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم لمدة 15 عاماً، أحرز خلالها لقب كأس العالم 2014، وهذه أمثلة تبرهن على الاستقرار الفني الذي تعيشه المنتخبات الكبيرة في العالم، بصرف النظر عن النتائج في البطولات العالمية والقارية.

Email