تنظيف المدرسة
لاحظ ذاكر أن مدرسته تحتاج للعناية والصيانة وبعد أن فكّر مليّا في الأمر قرّر طلب المساعدة من أهل الحيّ وحثّهم على تنظيف الحديقة والعناية بها وصيانة تجهيزاتها التالفة لتستعيد المدرسة جمالها ونظامها.
وما إن سمع سكّان الحيّ مقترح ذاكر و ما عزم عليه استبشروا بهذا الخبر و اتّفقوا على التعاون و التآزر من أجل تنظيف المدرسة التي علّمت أطفالهم القراءة و الكتابة و الاخلاق الرفيعة و من اجل العناية بحديقتها التي جادت عليهم بالثمار الوفيرة و الهواء النقي.
و يوم الأحد، قدم الجميع الى المدرسة تملؤهم الغبطة و يسودهم النشاط و أحضروا أدوات العمل: طلاء، حاويات ، مكنسة ، رفش ، مشط ، نقالة ، ستائر جديدة للأقسام ، نباتات زينة ، أزهار جذابة ، لوحات فنية رائعة الجمال و بعد أن تقاسم سكّان الحيّ الأدوار ، شمّروا عن سواعد الجدّ و انطلقوا في العمل دون كلل أو ملل.
هذا ذاكر يكدّس النفايات وأوراق الأشجار الصفراء الذابلة المتناثرة هنا وهناك على أديم الأرض بالمشط والبسمة تعلو محيّاه، وهذه دلال تضعها في أكياس بلاستيكيّة وتضعها في الحاوية بنظام وعناية وذاك نادر يحمل الأكياس على النقالة ويلقي بها بعيدا.
أما العمّ محمود فجعل يطلي جدران القاعات الكبيرة بألوان جميلة تــــــــــــــــــــــــــــــسرّ الناظرين و تبهج النفوس ويساعده في ذلك السيد مسعود منظّف المدرسة. وبعد الانتهاء من طلاء الجدران تقدّم العمّ نذير الذي عُرف في الحيّ برسوماته الرائعة والمعهودة وطفق يرسم بعض الصور الجميلة على السور الخارجي للمدرسة و يكتب بعض الأقوال المأثورة و الحكم لتكون للتلاميذ قدوة.
أما نادر فقد اختار ركنا من أركان الحديقة وحفر حفرا عميقة بالرفش و غرس نباتات زينة ثم سقتها دليلة بالمرشّ. كانت الحركة قائمة على قدم و ساق. الجميع يعملون بجدّ رغم التعب الشديد وبعد ساعات من العمل الدّؤوب أنهى سكان الحيّ عملهم المتقن فأصبحت المدرسة آية في الجمال و الروعة كأنّها لوحة زيتيّة أبدع الرسام زخرفتها.
في الصّباح، أفاقت حميدة فغسلت وجهها وأطرافها ونظّفت أسنانها بالمسواك وسرّحت شعرها ولبست ميدعتها وحملت محفظتها وسارت في طريقها إلى المدرسة فصادفت صديقها أحمد وهو ينادي "حميدة ... حميدة" فالتفتت فرأت صديقة أحمد وساروا معا إلى المدرسة.
أوشك الدّرس على النّهاية فاقترحت المعلّمة علينا المساهمة في تنظيف ساحة المدرسة فقلنا سننظّفها حتّى تصبح جميلة.
ومن الغد شرعوا في العمل: هذا ثامر يكدّس الأوراق الذّابلة المتناثرة على الثّرى وهذه دلال تضعها في أكياس بلاستيكيّة ثمّ تحمّلها على النّقالة . أمّا ذاكر فقد اكتفى بسقي الورود الظمآنة بماء زلال. كانت الحركة دائبة على قدم وساق.
وبعد تعب وعناء أنهى الأطفال عملهم فصاحوا يا للفرحة لقد أصبحت المدرسة آية في الجمال كأنّها روضة من رياض الجّنة.
ففرح المدير والمعلّمون بما أنجزه التّلاميذ.